بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فهذه فوائد منتقاة من شرح شيخنا سليمان بن خالد الحربي لكتاب (المحرر في الحديث ) للإمام ابن عبدالهادي رحمه الله تعالى (توفي ٧٤٤هجري)
أسأل الله أن ينفع بها ويبارك فيها ، وأن يجزي شيخنا خير الجزاء.
حديث رقم (٢٧٩) في كتاب الصلاة (باب صفة الصلاة.) /
عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال : "يامعاذ والله إني لأُحبٌك ! أوصيك يامعاذ لاتدعنّ في دُبُرِ كُلّ صلاةٍ تقول : اللهم أعني على ذكرك وشُكرك وحسن عبادتك "
رواه أحمد وأبوداود وهذا لفظه والنسائي.
فوائد الحديث :
١- الحديث إسناده جيد
وقد صححه النووي وابن حجر والألباني ، وأما قول الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ؛ فقد نبه على وهمه كثير من أهل العلم لأن عقبة بن مسلم وأبوعبدالرحمن الحُبلي ليسا من رجال البخاري.
٢- هذا الحديث من الأحاديث المسلسلة فكل راوي يقول لمن يروي عنه (والله إني لأُحبٌك ).
٣- مؤكدات خمسة تدل على أهمية ماسيقوله صلى الله عليه وسلم وأن هذا من شرفه وعظمته ؛ أ-(أخذ بيده ) ب-(والله إني لأحبك) ج-(أوصيك) د-(لاتدعن) هـ-(تدعنّ) نون التوكيد الثقيلة.
٤-قوله (أخذ بيده) يدل على التواضع ولين الجانب منه صلى الله عليه وسلم.
٥- قوله(صلاة) نكرة في سياق الطلب فهل المقصود النافلة أو الفريضة ؟ الصواب أنها الفريضة.
٦- قوله (أعني) يدل على أن الغفلة تكثر والصوارف تتعدد ومن أعظمها إبليس الطريد فتحتاج إلى أن يعينك الله جل وعلا؛ فالمعين هو الله تعالى فتطلب من الله أن يعينك وهي بمعنى لاحول ولاقوة إلا بالله.
٧- في الحديث فضيلة لمعاذ رضي الله عنه وهو من أفضل الصحابة وأفقههم وأعلمهم بالحلال والحرام ؛ وحريٌ بطالب العلم أن يقرأ سيرته وترجمته.
٨- متى يقال هذا الدعاء؟
أكثر أهل العلم أنه يقال بعد السلام ؛ ورجح ابن تيمية وابن القيم أنه قبل السلام؛ وللمصلي أن يحتاط في باب الفضائل والأذكار فتقوله قبل السلام وبعده.
لأن الدبُر يحتمل أن يكون مراداً به قبل السلام أو بعده.
٩- قوله (ذكرك) شامل للعبادة والطاعة والثناء ؛ فالأصل أن الذكر عام لكل عبادة (وأقم الصلاة لذكري).
١٠- قوله (وحسن عبادتك) أي من حيث الأنفع والأكثر أجرا والأسهل .
١١- هذا الحديث يدل على مشروعية هذا الدعاء دبر الصلاة وهو دعاء جامع وشامل فينبغي المحافظة عليه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.