توجيه هام لأئمة المساجد في هذه الليالي المباركة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أذكر إخواني الأئمة في قنوت الوتر وفي دعاء الختمة بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده بالصلاح والعافية والبطانة الصالحة والتوفيق ، وهم من أخص من يدعى له ، فبصلاحهم يصلح أمر الدين والدنيا ، وقد كان الإمام أحمد دائم الدعاء للسلطان ، وبخاصة إِذا مر ذكره ، قال أبو بكر المروذي : سمعت أبا عبد الله ، وذُكر الخليفةُ المتوكل ، فقال : ( إِني لأدعو له بالصلاح والعافية ) وكان يقول ( لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إِلا في السلطان وإِني لأدعو له بالتسديد والتوفيق - في الليل والنهار – والتأييد وأرى ذلك واجبا عليَّ )
وكذا قال الفضيل بن عياض – رحمه الله – ( لو كانت لي دعوةٌ مستجابة ما جعلتها إِلا في السلطان) فقيل له : يا أبا علي فَسِّر لنا هذا ، فقال :( إذا جعلتُها في نفسي لم تَعْدُني وإِذا جعلتها في السلطان صَلَح فصَلَح بصلاحه العبادُ والبلاد)
وقال البربهاري رحمه الله: ( إذا رأيتَ الرجلَ يدعو للسلطان بالصلاح، فاعلم أنه صاحبُ سُنَّةٍ )
وقال النووي عن حكم الدُّعاء لولاة أمور المسلمين في خطبة الجمعة: ( الدُّعاءُ لأئمة المسلمين وولاة أُمورهم بالصلاح والإعانة على الحقِّ والقيام بالعدل ونحو ذلك، ولجيوش الإسلام، فمستحبٌ بالاتفاق ) .
فاجتهدوا في هذه الليالي فإنها مظنة الإجابة وادعوا لأنفسكم وذرياكم وأهليكم وعموم المسلمين والمستضعفين
تقبل الله منكم
كتبه فضيلة الشيخ /
سليمان بن خالد الحربي . |