مسألة من نوى طواف الوداع ونسي طواف الإفاضة - الشيخ: سليمان بن خالد الحربي

المادة
مسألة من نوى طواف الوداع ونسي طواف الإفاضة - الشيخ: سليمان بن خالد الحربي
1841 زائر
28-06-2020 09:47

بسم الله الرحمن الرحيم

مسألة : إذا أخر طواف الإفاضة ليجعله مع طواف الوداع عند خروجه من مكة فلما جاء إلى الحرم ليطوف وقع في ذهنه طوافُ الوداع فقط، أو وقع في ذهنه طوافُ الإفاضة فقط، أو وقع في ذهنه طواف الوداع وطواف الإفاضة معًا، فعندنا ثلاث مسائل أو ثلاث حالات :

الحالة الأولى: أن ينويهما جميعًا ، وهذا مجزئ عند جماهير العلماء، بأَنْ ينوي بالطواف طواف الإفاضة وطواف الوداع.

الحالة الثانية: أن ينوي الأعلى، فينوي طواف الإفاضة، وهذا -أيضًا- مجزئ عند الجمهور، وقيل: بأنه لا يجزئ وهو قول ضعيف ومن قواعد العلماء : أن الأصغر يدخل في الأكبر، ولو لم ينو الأصغر كما في غسل الجنابة مثلًا وغسل الإحرام فإنه يجزئ عنه .

الحالة الثالثة: أن ينوي طواف الوداع ولا ينوي طواف الإفاضة نسيانا ، وهذا اختلف أهل العلم فيه. فقيل لا يجزئه وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد وغيره ، وقيل يجزئه وهو مذهب الشافعية والمالكية . قال النووي : "يجزئه بلا خلاف عندنا " ، ونسبه ابن رشد لجمهور العلماء .

وهذا القول هو الصواب ، فإلزام المكلف بالرجوع مرة أخرى ؛ أو إلزامه بالإعادة في الزحام الشديد ؛ مما يحتاج إلى دليل واضح لأمره بالإتيان بطواف آخر .

ثم إن هذا الشخص قد نوى قبل ذلك هذا الطواف ، ولكنها عزبت عن ذهنه، وقد نوى قبل ذلك أن يكون طواف الإفاضة مع طواف الوداع ، وفرق بين أن يستحضر الطواف ولا ينويه ، وبين أن يكون نواه قبل ولكنه لم يستحضر نيته ، وبين أن يكون لم ينو أصلا ، وإذا كان العلماء يقولون إن من توضأ لعبادةٍ مَسنونةٍ ناسيًا حدثه، فإنه يرتفع حدثه فقَوِيَ هذا المسنون على رفع الشيء الواجب، مع أنه لم ينوه قبل ذلك ، وهذا مسنون ، فمن باب أولى أن يكون ذلك في الطواف، فهنا قد نواه قبل ذلك بخلاف مسألة الوضوء ، وفي هذه المسألة أيضا طواف الوداع واجب، وطواف الإفاضة ركن، فمن باب أولى أن يرفع الواجب الركن، وذلك إذا قلنا بأن المسنون يرفع الواجب، بشرط أن يكون ناسيًا حدثه، فكيف لا يستطيع الواجب أن يُؤدِّيَ مُؤَدَّى الركن ؟!

بخلاف من توضأ لشيء مسنون، وهو ذاكر حدثه، وهو يقول: لا أريد رفع الحدث. فإنه لا يرتفع، لأنه لم يرده نصا .

ولهذا كان الصواب : أن من طاف طواف الوداع أجزأه عن طواف الإفاضة إن كان ناسيًا له؛ للعلل التي سبقت ولا ينبغي التشديد في هذا ؛ بسبب النسيان .

ولا شك أن الناس يوجهون إلى أن يستحضروا النيتين لكن الكلام فيما إذا وقعت المسألة فلا يؤمرون بالرجوع لمكة أو إعادة الطواف مع هذا الزحام .

مسألة منتقاة من شرح شيخنا الشيخ /

سليمان بن خالد الحربي

لكتاب المناسك من زاد المستقنع .

أخرجها : ماجد بن عبدالله السلمان ، االثلاثاء 3/12/1439ه

   طباعة 
0 صوت
التعليقات : تعليق
« إضافة تعليق »
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
7 + 5 = أدخل الكود
Powered by: MktbaGold 6.6