شرح الشاطبية: الدرس الأول

الدرس
شرح الشاطبية: الدرس الأول
16987 زائر
05/05/2011

بسم الله الرحمن الرحيم

45 - جعلت أبا جاد على كل قارئ دليلا على المنظوم أول أولا

قال المؤلف رحمه الله " جعلت ( أبا جاد ) وهي طريقة في العد أي جعلت حروف : أبجد هوز حطي كلمن ..إلخ رمزا على القراء .

وترتيب هذه الحروف مختلف فيه بين أهل المشرق وأهل المغرب ،

* فأهل المشرق يقولون:

( أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ ) .

* وأهل المغرب يقولون :

( أبجد هوز حطي كلمن صعفض قرست ثخذ ظغش ) .

واستخدم المؤلف في المنظومة العد المغربي :

( أبج دهز حطي كلم نصع فضق رست ) .

* وأما البقية من الحروف فسيستخدمها فيما بعد وهي ( الثاء ، والخاء ، والذال ، والظاء ، والغين ، والشين ) في الرمز الجماعي كما سيأتي .

* قوله " على كل قارئ " أي القراء السبعة ورواتهم .

* قوله " دليلاً " أي أن هذه الحروف هي الموصلة إلى تعيين القارئ .

* قوله " أول أولا " أي أولا من الحروف في أبا جاد وهو الألف لأول من القراء ثم الذي يليه وهو الباء لقالون وهكذا مرتبا كالتالي :

أبج : ثلاثة حروف لثلاثة على الترتيب ، فنافع له الألف ، وراوييه قالون : له الباء ، وورش : له الجيم على الترتيب .

دهز : كذلك ابن كثير وراوييه البزي وقنبل على الترتيب .

حطي : لأبي عمرو البصري وراوييه الدوري والسوسي على الترتيب .

كلم : لابن عامر وراوييه هشام وابن ذكوان على الترتيب .

نصع : لعاصم وراوييه شعبة وحفص على الترتيب .

فضق : لحمزة وراوييه خلف وخلاد على الترتيب .

رست : للكسائي وراوييه أبو الحارث والدوري وهو نفسه دوري أبي عمرو على الترتيب .

* فمثلا قول الشاطبي رحمه الله : فصرهن ضم الصاد بالكسر فصلا :

يتكلم عن قوله تعالى ( فصرهن إليك ) في سورة البقرة فيها قراءتان بضم الصاد وبكسرها فقال ( بالكسر فصلا ) فجعل القارئ بالكسر رمزه الفاء وهو حمزة فهو الذي يقرؤها بالكسر وبقية القراء بالضم .

وليعلم أنه إذا كانت القراءة للإمام فلا يحتاج أن يذكر رمز الرواة فيقتصر على رمز الإمام ولا حاجة أن يذكر رمز الراويين لأنهما سيدخلان في القراءة .

ففي مثالنا السابق حمزة يقرأ بالكسر ، وعليه فتكون قراءة راوييه خلف وخلاد بالكسر أيضا .

فإذا كان الراويان مختلفان فإنه سيذكر رمز الراوي ولابد , من أجل أن يبين قراءة الراوي فمثلا في قول الشاطبي في فرش سورة المطففين:

وفي فاكهين اقصر علا

يتكلم عن قوله تعالى ( انقلبوا فكهين ) فحفص وهو رمز العين يقرؤها بالقصر فكهين ( انقلبوا فكهين ) وبقية القراء بالمد فاكهين ومنهم شعبة الراوي الثاني لعاصم فعلمنا أن الراويين اختلفا ولهذا رمز له بالعين وهو رمز حفص .

وهذا هو الأصل ولكن قد يذكر الشاطبي على قلة رمز الراويين مع أن قراءتهما واحدة وذلك من أجل وزن البيت وذلك في مثل فرش الكهف عند قوله :

وفي الوصل لكنا فمد له ملا

فيقرأ بالمد في قوله ( لكنا هو الله ) هشام المرموز له باللام ، وابن ذكوان المرموز له بالميم مع أنه يجمعهما رمز الكاف ( لابن عامر ) ولكنه افرد كل راو برمز للنظم فقط .

* فائدة لغوية :

( أول أولا ) قيل نصب على الحال أي مرتبين وأصله أولاً لأول ، فحذف حرف الجر وركبت الكلمتان تركيب خمسة عشر فبنيتا على الفتح ، والألف في أولا الثانية تكون ألف الإطلاق

وقيل أصله أولا فأولا ، فحذف حرف العطف، وبنيا على ماسبق .

46 - ومن بعد ذكرى الحرف أسمى رجاله متى تنقضي آتيك بالواو فيصلا

أي ومن بعد ذكري" الحرف" وهي الكلمة القرآنية المختلف في قراءتها ، وأهل اللغة يسمون الكلمة حرفا لأن الكلمة تركبت من الحرف وجاء في لسان الشارع إطلاق الحرف على الكلمة التي لها معنى ، وهو الذي عناه الناظم .

فيقول فبعد ذكري للكلمة القرآنية مباشرة آتي برجال وقراء هذه الكلمة التي ذكرتها إما صريحا بأسمائهم أو بالرموز التي ذكرتها قبل .

* قوله " متى تنقضي آتيك " أي متى تنقضي الكلمة أو الحرف -على تعبيره- وأذكر الرجال بعدها مباشرة آتيك ( بالواو فيصلا ) أي إذا انتهت الكلمة وذكرت رجال هذا الحرف ستعرف أنني انتهيت من هذا الحرف وانتقلت إلى كلمة أخرى عن طريق الواو الفاصلة ولهذا قال ( فيصلا ) أي فاصلة بينهما وبين الكلمة الأخرى ، وسبق لنا أنه لم يجعل الواو رمزا لأحد من القراء من أجل أن يستخدمها فاصلة .

وإن كان الناظم رحمه الله لم يتقيد ففي مواضع قليلة لم يعمل بهذا الشرط وستراها في بابها وقد اجتهد الشراح في إيجاد العذر للناظم رحمه الله .

فمثلا قوله :

ومالك يوم الدين راويه ناصر ...وعند سراط والسراط لقنبلا

ذكر الحرف أو الكلمة القرآنية وهي ( مالك يوم الدين ) في الفاتحة فيقرأها بالمد ( مالك ) المرموز له بالراء وهو الكسائي والمرموز له بالنون وهو عاصم وبقية القراء يقرؤونها بدون ألف ( ملك ) وسيأتي كيف عرفنا بأن البقية يقرؤها بدون ألف ، ثم قال ( وعند سراط ..) جاء بالواو الفاصلة ( وعند ) لأنه دخل على كلمة جديدة وهكذا .

* فائدة لغوية :

قوله ( متى تنقضي ، آتيك ) أثبت الياء مع أنهما مجزومان بأداة الشرط وهو يجزم فعل الشرط وجوابه وعلامة جزمه حذف حرف العلة لكنها لغة ، ومنه البيت المشهور :

" ألم يأتيك والأنباء تنمي " وقيل ضرورة .

الحرف : مفعول به للمصدر المضاف للفاعل وهو قوله ( ذِكري ) .

47 - سوى أحرف لا ريبة في اتصالها وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا

أي أن هذا القيد وهو التزام الواو بين الكلمة القرآنية والأخرى ، يستثنى منه مسألة وهي :

بعض الأحرف والتي هي الكلمات القرآنية لا يوجد ريبة عندما تتصل بما قبلها لأن الطالب يعلم أنها كلمة جديدة وأنها حرف جديد لا علاقة لها بما قبلها فهنا لا داعي لذكر الواو بسبب ظهور المعنى وعدم وجود الريبة - وإن كانت قد انخرمت في بيت - والناظم إنما وضع الواو لدفع الريبة فإذا لم توجد في بعض الكلمات فلا ألتزم ذكرها .

ثم قال ( وباللفظ أستغني ) أي لفظ الحرف القرآني أستغني به عن ذكر الحركات والسكنات أو التذكير والتأنيث وهذا بشرط أن ينكشف ذلك .

ففي هذا البيت أفادنا فائدتين :

الأولى : أنه قد لا يذكر الواو الفاصلة في بعض المواضع لظهور المعنى .

الثانية : أنه قد يكتفي بذكر الحرف أو الكلمة القرآنية ، ولا يقيد بضم ولا قصر ولا تذكير ولا تأنيث لظهور المعنى وهذا معنى قوله وباللفظ استغني عن القيد إن جلا وأما إذا وجدت الحاجة فسيذكر القيد وسينبه على هذا في بيت قادم . فمثلا قوله :

ورا برق افتح آمنا يذرون مع ...يحبون حق كف يمنى علا علا

فتكلم عن الكلمة ( فإذا برق البصر ) قال الراء افتحها لرمز الألف وهو نافع ، ثم انتقل إلى حرف قرآني جديد وهو ( يذرون ) بدون الواو الفاصلة لكن لما كانت ظاهرة لم يذكرها ، إذا هذا مثال على ترك الواو .

ثم قال : يذرون مع يحبون حق كف

لم يقيد فعل ( يذرون ) ( يحبون ) باليا والبقية بالتا مثلا لأن قراءة الباقين بالتا والأمر ظاهر

وهكذا في قوله ( يمنى علا علا ) كذلك لم يقيدها بالياء لأن الأمر ظاهر

والناظم أحيانا قد يأتي يالقراءتين جميعا ،

وقد يلفظ بإحداهما ويقيد الأخرى ،

وقد يلفظ بإحداهما ولا يقيد الأخرى ،

وقد يلفظ بهما ويذكر بعض قيود الأخرى ،

وقد يلاحظ على الناظم أن مكان هذا التنبيه ليس هنا وإنما بعد ذكر الرموز عند قوله وما كان ذا ضد ...فإنه أليق به والله أعلم .

48 - ورب مكان كرر الحرف قبلها لما عارض والأمر ليس مهولا

أي رب مكان وموقع تكرر الحرف قبل الواو وذلك بسبب العارض إما للوزن أو لانتهاء نظم البيت فيكمله بإعادة الحرف وهذا الفعل لا يهولنك فهو سهل مثل أن يقول ( حلا حلا ) أو يقول ( إذ سما ) فالألف لنافع وهو من أهل سما كما سيأتي .

49 - ومنهن للكوفي ثاء مثلت وستتهم بالخاء ليس بأغفلا

بدأ الناظم بذكر الرموز الحرفية الجماعية وهذا هو القسم الثاني من الرموز فالقسم الأول الرموز الحرفية لكل قارئ فالألف لنافع مثلا وهذا هو القسم الثاني الرمز الحرفي الجماعي وهي ستة حروف كما سيأتي .

* قوله " ومنهن " أي من حروف أبا جاد وسبق لنا أن هناك ستة حروف بقيت من حروف أبا جاد وهذه جعلها الناظم رموزا للقراء المجتمعين حتى يخف عليه النظم .

* فقوله " للكوفي " هم عاصم والكسائي وحمزة .

* قوله " ثاء مثلث " أول كلمة ( ثخذ ) فالثاء رمز للكوفيين .

* قوله " وستتهم بالخاء " ثاني كلمة ( ثخذ ) وسيبين من هم الستة .

* قوله " ليس بأغفلا " أي الحرف ، والحرف يذكر ويؤنث .

ومعنى ( بأغفلا ) أي ليس بأغفل من النقط بل هي الخاء المعجمة المنقوطة وليست المهملة .

50 - عنيت الأولى أثبتهم بعد نافع وكوف وشام ذا لهم ليس مغفلا

هذا جواب سؤال : من هم الستة ؟

والجواب هم من ذكر بعد نافع في أول المنظومة على الترتيب :

( ابن كثير ، أبو عمرو ، ابن عامر ، حمزة ، الكسائي ، عاصم ) فمن ذكرته بعد نافع يرمز له بالخاء .

* وقوله " وكوف وشام " هم الكوفيون الثلاثة السابقون المرموز لهم بالرمز ( ث ) ،

وشام هو ابن عامر .

* قوله " ذالهم " أي يرمز لهم بالرمز ( ذ ) وهو الحرف الثالث من كلمة ( ثخذ )

* قوله " ليس مغفلا " أي عن النقط فهي المعجمة ليميزه عن ( الدال ) المهملة.

* قوله " الأولى " : أي الأوائل ، وأيضاً وصفهم بالأولى مرتبةً .

فائدة لغوية :

قوله ( وكوف وشام ) أصله كوفي وشامي وكذا بصر كما سيأتي أصله بصري وإنما حذفت الياءين لعلة صرفية ، فأصل كوف : كوفي ثم دخلت عليها ياء النسب فأدغمت الياء الأولى بالثانية فصارت ياء مشددة فحذفت إحدى الياءين ضرورة للنظم فتجاور ساكنان الياء الباقية الساكنة والتنوين فحذفت الياء لئلا يلتقي ساكنان وأعرب إعراب المنقوص نحو قاض .

51 - وكوف مع المكي بالظاء معجما وكوف وبصر غينهم ليس مهملا

* قوله " وكوف " سبق أنهم ثلاثة .

* قوله " المكي " هو ابن كثير .

* قوله " بالظاء " أول كلمة ( ظغش ) فرمزهم الظاء .

* قوله " معجما " أي الظاء المعجمة ويطلق عليها الظاء المشالة .

* قوله " وكوف " سبق أنهم ثلاثة .

* قوله " وبصر " هو أبو عمرو بن العلاء .

* قوله " غينهم " ثاني كلمة ( ظغش ) .

* قوله " ليس مهملا " احترازا من العين المهملة .

52 - وذو النقط شين للكسائي وحمزة وقل فيهما مع شعبة صحبة تلا

قوله " ذو النقط شين " احترازا من السين غير المنقوطة ، وهي رمز حمزة والكسائي .

وإذا انضم إليهما شعبة أبو بكر بن عياش فيرمز لهم بـ ( صحبة ) .

ومن هنا بدأ بالقسم الثالث من الرموز وهي الرموز الكلمية الجماعية .

فصار عندنا أقسام الرموز ثلاثة :

1 – رموز حرفية لقارئ واحد أو راو واحد كالألف لنافع .

2 – رموز حرفية لأكثر من قارئ كالثاء للكوفيين .

3 – رموز كلمية لجماعة من القراء مثل صحبة لحمزة والكسائي وشعبة .

53 - صحاب هما مع حفصهم عم نافع وشام سما في نافع وفتى العلا

ومك ......

رمز ب ( صحاب ) لثلاثة هم حمزة والكسائي وقد قصدهما بقوله ( هما ) مع حفص .

ورمز ب ( عم ) لاثنين هما نافع وابن عامر .

54 - ...... وحق فيه وابن العلاء قل وقل فيهما واليحصبي نفر حلا

* رمز ب ( حق ) لابن كثير وأبي عمرو .

* رمز ب ( نفر ) لابن كثير وأبي عمرو وابن عامر .

55 - وحرمي المكي فيه ونافع وحصن عن الكوفي ونافعهم علا

* رمز ب ( حِرمي ) ويجوز ( حَرَمي ) لنافع وابن كثير .

* ورمز ب ( حصن ) للكوفيين الثلاثة ونافع .

* وقوله " علا " أي هؤلاء علوا .

56-ومهما أتت من قبل أو بعد كلمة فكن عند شرطى واقض بالواو فيصلا

تقدير البيت " ومهما أتت كلمة ( من الرموز الجماعية الثمانية ) من قبل الرمز الحرفي بنوعيه الجماعي ( الستة ) والفردي أو جاء بعده ، فأنا لا ألتزم ترتيبا بل قد أقدم الرمز الحرفي , وقد أقدم الرمز الكلمي وهذا معنى قوله ( من قبل أو بعد ) فكن على شرطي بجعل كل رمز لصاحبه سواء دخل الرمز الحرفي في الرمز الجماعي أو لا فإن دخل فيه فهو على ما ذكرت قبل :

ورب مكان كرر الحرف قبلها لما عارض والأمر ليس مهولا .

فقوله : فكن عند شرطي " المقصود به ما التزمته من الرموز وما تدل عليه

ثم قال واقض بالواو فيصلا : هذا ليس تكرارا وإنما خشي أن يظن أنه لا يأتي بالواو إلا مع الرموز الحرفية فأعادها مع الرموز الكلمية .

هكذا شرحه جميع الشراح كالسخاوي وأبوشامة والموصلي والسمين الحلبي وابن القاصح والفاسي وغيرهم .

وفي هذا البيت أحكام :

الأولى : أنني لا أشترط ترتيبا بين الرمز الحرفي والرمز الجماعي فقد يسبق هذا وقد يسبق هذا وهذا مأخوذ من قوله ( ومهما أتت من قبل أو بعد كلمة ) .

الثاني : أنني ألتزم هذه الرموز الكلمية والرموز الحرفية فأعمل الرموز كلها .

الثالثة : أن الواو فاصلة حتى مع الرموز الجماعية وليست الواو خاصة بالرموز الحرفية .

وفائدة هذا البيت أنه قد يأتيك بيت فيه مثلا " وياسين أظهر عن فتى حقه بدا"

أي أظهر نون ( ياسين ) عند الواو في قوله ( والقرآن ) ولا تدغم لرمز العين وهي رمز لحفص ، والفاء وهي رمز لحمزة ، وحق وهما ابن كثير وأبو عمرو ، والباء لقالون ، وقد يأتي أحد فيقول ( حقه ) حق ليست رمزا جماعيا وإنما المقصود هو الحاء رمز لأبي عمرو فقط فيسقط ابن كثير فيقول لك الناظم : انتبه أعمل الرمز الجماعي وإن وجد مع الرموز الحرفية .

* قوله " فيصلا " تمييز .

57 - وما كان ذا ضد فإني بضده غني فزاحم بالذكاء لتفضلا

أي ما ذكرته من وجوه القراءات وله ضد فإني استغني بذكر أحدهما عن الآخر اختصارا فمن لم يسم من القراء فإنه يقرأ بضد ما سمي .

فزاحم العلماء بالذكاء والانتباه لهذا القيد لتفضل على غيرك ولأنه يحتاج إلى ذكاء وانتباه .

وسيذكر الأضداد في البيت التالي :

58 - كمد وإثبات وفتح ومدغم وهمز ونقل واختلاس تحصلا

شرع في ذكر الأضداد ، وهي نوعان :

الأول : نوع له ضد تعلم ضديته بالعقل ، كالمد ضده القصر ، والاثبات ضده الحذف .

والثاني : ونوع ليس له ضد معين يدرك بالعقل،بل اصطلح عليه كالجزم مع الرفع وكالياء مع النون.

قال السمين الحلبي :

وقد خلط المصنف بين النوعين ولو ميزهما فذكر كل واحد على حدة لكان أحسن ولكنه اتكل على فطنة الذكي .

المد ضده القصر ، ومثاله : وفي حذرون المد ماثل فارهين .

الاثبات ضده الحذف ، ومثاله : وقل قال موسى واحذف الواو دخللا

الفتح ضده الإمالة

قال أبو شامة :

أما الفتح فلم يكن له حاجة إلى ذكره لأنه سيذكر فيما بعد أنه آخا بين الفتح والكسر فصارا ضدين بالاصطلاح ، وإن كان أراد أنه ضد للإمالة فهو قليل الفائدة لم يستعمله إلا في موضعين ، وإنما الذي يستخدمها الإمالة وتركها وعبر عنها الناظم بالإضجاع .

فتعقبه السمين الحلبي فقال :

وفيه نظر إذ لقائل أن يقول لا يلزمه أن يذكر كلاً من الضدين بل لو ذكر أحدهما دائماً

مستغنياً عن الآخر كان وافيا ً، ولم يقل أني أذكر الضدين .

وإنما لم يستعمله المؤلف بكثرة لأنه يؤدي إلى الاستشكال فإن الإمالة منقسمة إلى قسمين صغرى وكبرى ، فإذا عبر بضد الفتح الإمالة ، لا يزال الأمر موهماً هل هي إمالة صغرى أم كبرى فالتقيد بأحد الإمالتين أبعد عن الإشكال .

* وقوله " ومدغم " ضده الإظهار ، ومثاله : تمدونني الإدغام فاز وثقلا

* وقوله " وهمز " ضده ترك الهمز ، ومثاله : وفي الصابئين الهمز والصابؤون خذ

* وقوله " ونقل " أي نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وضده إبقاء الهمزة بحركتها والساكن بحاله.

* وقوله " واختلاس " هو خطف الحركة والإسراع بها ، وضده ترك ذلك وهو التمهل والنطق بها وإكمالها وعبر عنه كثيراً بالإخفاء .

59 - وجزم وتذكير وغيب وخفة وجمع وتنوين وتحريك اعملا

قوله " وجزم " ضده الرفع ولا ينعكس الأمر ، وهو الوحيد الذي يطرد ولا ينعكس .

* قوله " وتذكير " ضده التأنيث .

* وقوله " غيب" ضده الخطاب .

* قوله " خفة " ضده الثقل كالتشديد .

* قوله " جمع " ضده الإفراد والتوحيد ولم يستخدم التثنية وإلا فهي من الأضداد ، لكنه يذكرها كلمة ، مثل قوله : " ساحران " .

* قوله " وتنوين " ضده تركه إما للإضافة أو لكونه غير منصرف ، وقد يعبر عن التنوين بالنون نفياً وإثباتاً ، مثل قوله : " وفي درجات النون مع يوسف ثوى "

* قوله " وتحريك " ضده السكون وسيأتي أنه إذا أطلق التحريك فلا يرد غير الفتح .

* قوله " اعملا " أي جعل عاملاً في الحرف ما يتصف به من فتح وضم وكسر .

· ملاحظة :-

بقي أضداد لم يذكرها ولم ينبه عليها ، وإن كان هو لم يشترط أن يسردها كلها ، مثل :

التقديم وضده التأخير ، والخبر وضده الاستفهام ، والقطع وضده الوصل ، والنقط أو الإعجام وضده الإهمال ، والتحقيق وضده التسهيل .

60 - وحيث جرى التحريك غير مقيد هو الفتح والإسكان آخاه منزلا

أي : وحيث أقول التحريك غير مقيد أي لم أقل بكذا كأن أقول ( حرك ) فقط فهو الفتح فعليه يكون ضد الإسكان ، أي إذا ذكر الإسكان غير مقيد فضده الفتح فهما ضدان مطردان منعكسان ، لكن إذا قيد التحريك كان المراد بالحركة ما قيد به لكن يبقى أن ضده الإسكان فإذا كان ضد السكون حركة غير الفتح فإنه يقيدها .

61 - وآخيت بين النون واليا وفتحهم وكسر وبين النصب والخفض منزلا

هذه أيضاً من ضمن الأضداد ، وذلك في الأفعال المضارعة ، فالنون ضدها الياء ، والفتحة ضدها الكسرة ، والنصب ضده الخفض .

62 - وحيث أقول الضم والرفع ساكتا فغيرهم بالفتح والنصب أقبلا

أي إذا ذكرت الضم والرفع لقارئ ما ولم أقيده كانت قراءة المسكوت عنه من القراء بالفتح والنصب ، بخلاف ما إذا قيد الضم بكونه ضم الإسكان فتكون قراءة الغير بالإسكان ، وإذا قيده بضم الكسر فتكون قراءة المسكوت عنهم بالكسر .

فائدة لغوية :

قوله ( الضم والرفع ) :

هذا بناء على اصطلاح النحويين في المبني والمعرب فإنهم في الكلمة المبنية يطلقون الضم وفي حال الكلمات المعربة يطلقون الرفع .

وهكذا في الفتح والنصب فالأول للبناء والثاني للإعراب .

63 - وفي الرفع والتذكير والغيب جملة على لفظها أطلقت من قيد العلا

أي وهذه الأضداد الرفع والتذكير والغيب جملة مواضع من القصيد ، أطلقتها من غير تقييد لضدها وذكرتها بلفظها ولم أقيده فإذا علمت أحد الوجهين عرفت وجه المسكوت عنه .

فمثلا قوله ( وخالصة أصل ) ذكرها بالرفع لكنه لم يقيده بالنظم وإنما اكتفى بلفظها مرفوعا فعرفت أن غيره بالنصب من خلال الأضداد السابقة وهكذا .

* وقوله " جملة

   طباعة 
0 صوت
التعليقات : تعليق
« إضافة تعليق »
29-10-2020 12:40 (غير مسجل)

زينب جبر بنات

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم جميعا
[ 1 ]
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
4 + 2 = أدخل الكود
جديد الدروس
جديد الدروس
ذكر لام هل وبل - شرح متن الشاطبية
تاء التأنيث - شرح متن الشاطبية
ذكر دال ( قد ) - شرح متن الشاطبية
باب الإظهار والإدغام - شرح متن الشاطبية
أهم مسائل المسح على الخفين - الدروس والمقالات
Powered by: MktbaGold 6.6