شرح منظومة الدرة اليتيمة في علم النحو: الدرس الخامس

الدرس
شرح منظومة الدرة اليتيمة في علم النحو: الدرس الخامس
4598 زائر
19/06/2011

بقي قسم رابع مما يقدر في الإعراب ولم يذكره الناظم وهو : الفعل المضارع المعتل الآخر

وهو ينقسم إلى قسمين :

1 – ما تقدر الضمة والفتحة وهو الفعل المعتل بالألف مثل يخشى

وكن على بال أن الفعل لا يدخله الجر ، ولكن يدخله الجزم وحينئذ يظهر الإعراب بحذف الآخر فتقول " لم يخش " بحذف الألف

2 – ما تقدر فيه الحركة في حال الضم فقط وهو الفعل المعتل بالواو والياء

فتقول " المؤمن يدعو الله " فعلامة رفعه ضمة مقدرة

وكذلك " الحاج يرمي الجمرة " فعلامة رفعه ضمة مقدرة

وتظهر علامة الإعراب في حال النصب والجزم

إذاً هذه أربعة أقسام يكون الإعراب فيها تقديريا .

وسيعقد المؤلف بابا لإعراب الفعل المضارع

ثم قال المؤلف رحمه الله :

.... واحكم على اسم شبه حرف بالبناء

بعد أن ذكر رحمه الله الإعراب في الاسم وأنه ينقسم إلى قسمين ما تظهر فيه علامات الإعراب وما لا تظهر ، انتقل إلى بناء الاسم ومتى يبنى

والبناء ضد الإعراب فليس البناء أثرا يجلبه العامل في آخر الكلمة

وعليه فالبناء هو : لزوم آخر الكلمة حالة واحدة لفظا أو تقديرا ، إذا المبني يلزم حالة واحدة

المؤلف يقول ( واحكم على اسم شبه حرف بالبناء )

أي أن أسباب البناء في الاسم هو الشبه للحرف فكأن الأصل في الاسم هو الإعراب وهو كذلك ولا يخرج عن هذا الأصل إلا لسبب وهو شبهه بالحرف وعليه يعلم أن الحروف كلها مبنية كما قال ابن مالك :

وكل حرف مستحق للبناء والأصل في المبني أن يسكنا

وليعلم أن الاسم إما أن يشابه الفعل وإما أن يشابه الحرف فإن شابه الحرف بني كما سيأتي وإن شابه الفعل منع الاسم ما يمتنع منه الفعل من التنوين والجر بالكسرة وهو الممنوع من الصرف

ويبنى الاسم إذا شابه الحرف

والشبه على ثلاثة أنواع :

الأول : الشبه الوضعي , أي يكون وضع الاسم وضع حالة الحرف , كتاء الفاعل مثلا في : جئت , فالتاء مبنية لأنها شبيهة بالحرف فهي مكونة من حرف واحد كالحروف.

ونحو " نا" في قولك " ذهبنا " فهي على حرفين فشابهت الحروف " عن " و " من " ونحوها

الثاني : الشبه المعنوي : وهو كون الاسم وضع للدلالة على معنى ليس في الأصل إلا للحرف فهناك حرف يدل على هذا المعنى , فكذلك هذا الاسم دل على هذا المعنى الذي دل عليه الحرف فصار بذلك مشابها للحرف فمثلاً : ( متى ) تضمنت معنى الهمزة في الاستفهام في قولك مثلا : ( أجئت ).

الثالث : الشبه النيابي أو الاستعمالي : يبنى الاسم إذا ناب عن الفعل بلا تأثر , وهو كون الاسم نائبا عن الفعل في تأدية معناه والعمل عمله من غير أن يعمل فيه عامل ولا يقبل عمله فيه فالاسم يبنى إذا أشبه الحرف هذا الشبه فالأصل أن الفعل يتأثر باختلاف العوامل الداخلة عليه , فهو مثل الفعل , ومع ذلك لا يتأثر , وهي ما تسمى بأسماء الأفعال , فهي مؤدية معنى الفعل على جهة اللزوم وعاملة عمله وهو معنى النيابة عنه وهي لا تقبل عمل عامل فيها فتتأثر به ألفاظها فكلمة " صه" مؤد لمعنى " اسكت " وعامل عمله ولا يصلح أن يكون معمولا لعامل

وهذا الشبه الذي شابه فيه الحرف هو أن الحرف كذلك ينوب عن الفعل فمثلا الحرف " لعل " نائب عن الفعل أترجى ، فكذلك الاسم " صه " ناب عن الفعل " اسكت "

الرابع : الشبه الافتقاري : فالأصل أن الاسم لا يحتاج إلى غيره , فالحرف يفتقر لشيء كي يوضحه , فكذلك هذا الاسم إذا احتاج وافتقر افتقارا لازما إلى ما يفسر معناه صار مبنيا أي أن هذه الأسماء مفتقرة إلى ما يفسرها فمثلاً : " الذي " في قولك " جاء الذي " فإنك تحتاج إلى صلة الموصول لكي تفسره بأن تقول " أحبه " فهي شابهت الحرف في كونها تحتاج إلى ما يفسرها وكذلك مثلها المضمرات

إذا هذه أقسام مشابهة الحرف الذي بسببه يبنى الاسم

وليعلم أن هناك أسماء مبنية غير ما ذكر ولكن ما سبق باعتبار مشابهته للحرف وإلا في الأعداد المركبة واسم لا النافية للجنس والمنادى إذا كان مفردا علما وغير ذلك من الأسماء المبنية وقد اجتهد العلماء في حصر الأسماء المبنية وأشهرها :

الضمائر ، أسماء الاستفهام ، أسماء الشرط ، أسماء الإشارة ، أسماء الأفعال ، الأسماء الموصولة

وكذلك في ألفاظ متفرقة في علم النحو : الأعداد المركبة عدا العدد " اثنا عشر " ، المنادى العلم المفرد ، اسم لا النافية للجنس ، كل اسم على وزن فعال نحو " حذام "

إعراب الفعل المعتل وحالاته

قال الناظم :

وفي كيدعو و كيرمي ويرى فالرفع مع نصب الأخير قدرا

بعد أن أوضح الناظم إعراب الأسماء الظاهرة والمقدرة وبناءها وسببه وبين إعراب الفعل الظاهر الصحيح الآخر أراد أن يبين إعراب الفعل المضارع المعتل الآخر فابتدأ بالفعل المضارع المرفوع

فقوله " وفي كيدعو"

فعل مضارع معتل الآخر بالواو وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل

وقوله " ويرمي "

فعل مضارع معتل الآخر بالياء وهو مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل

وقوله " ويرى "

فعل مضارع معتل الآخر بالألف وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر

وقد سبق بيان هذا عند الحديث عن العلامات المقدرة في الإعراب

ثم انتقل إلى الفعل المضارع المعتل الآخر المنصوب وحكمه

فقال رحمه الله :

واظــهر لنصب الأولين واحذف آخر كل جــازماً كـلتكتف

قوله " واظهر "

الأصل " وأظهر " لكن لضرورة النظم جعلها همزة وصل أي وأظهر الفتحة في الفعل المضارع المنصوب بخلاف المرفوع السابق

وقوله " لنصب " أي الفعل المضارع المعتل الآخر الذي دخل عليه ناصب

وقوله " الأولين " يقصد الفعلين الأولين في البيت وهما ( يدعو ويرمي ) فأظهر الفتحة إذا دخل على الفعل ناصب فهي ليست مقدرة فتقول " لن يرميَ ، لن يدعوَ "

وقوله " واحذف آخر كل جازما "

يقصد أن تحذف آخر كل الأفعال المضارعة الثلاثة المعتلة الآخر وهي حروف ( الألف والياء والواو ) إذا كان الفعل مجزوما ويكون علامة جزمه حذف حرف العلة نيابة عن حذف الحركة

فتقول " لم يرم ، لم يدع ، لم ير " وكما رأيت حذفنا حروف العلة

فتقول : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة

وقول الناظم " كلتكتف " من الفعل اكتفى

لتكتف : اللام لام الأمر وهي تجزم الفعل المضارع

تكتف : فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة وهي الياء .

ولهذا يكثر خطأ كثير من الناس في قوله " لا تنسى ذكر الله "

فالفعل " تنسى " فعل مضارع دخلت عليه لا الناهية وهي تجزم الفعل المضارع فالواجب حذف حرف العلة

وعليه فالناظم ذكر حالات الفعل المضارع المعتل الآخر :

1 – في حال رفع الفعل المضارع المعتل الآخر فتقدّر الضمة ولا تظهر

2 – وفي حال النصب تظهر الفتحة إذا كان معتلا بالواو أو الياء وتقدر إذا كان معتلا بالألف

3 – وفي حال الجزم يحذف حرف العلة .

" تنبيه "

قبل أن ننتقل إلى الأبواب القادمة يحسن بنا أن نذكر علامات الإعراب الأصلية والفرعية بشكل مختصر مجموع في مكان واحد ثم ننتقل بعد ذلك إلى أبوابها من المنظومة لأن هذا أيسر وأسهل للمبتدئ

تلخيص في تقسيم للعلامات :

القسم الأول الأصول : وهي أربع علامات : ضمة – فتحة – كسرة – سكون

القسم الثاني : الفروع

ولنا عليها تقسيم بعدة اعتبارات :

أولاَ : باعتبار المحل ومعنى المحل : أي أماكن وجود هذه العلامات .

والمحل منه خمسة في الأسماء , واثنان في الأفعال .

فالتي في الأسماء هي : 1- المثنى. 2- جمع المذكر السالم. 3- جمع المؤنث السالم في حال النصب. 4- الأسماء الستة. 5- الممنوع من الصرف في حال الجر.

والتي في الأفعال هي : 1- الأمثلة الخمسة. 2- الفعل المعتل الأخر إذا جزم .

القسم الثاني : باعتبار الحال أو أداة العلامة ، وسنقسمه لأربعة أقسام :

1- أربع عن الفتحة وهن : الألف ، الياء ، الكسرة ، حذف النون .

2- ثلاث عن الضمة وهن : ثبوت النون ، الواو ، الألف .

3 - اثنتان عن الكسرة وهن : الياء ، الفتحة .

4- اثنتان عن السكون وهي : حذف النون ، حذف حرف العلة .

   طباعة 
0 صوت
التعليقات : تعليق
« إضافة تعليق »
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
2 + 5 = أدخل الكود
جديد الدروس
جديد الدروس
ذكر لام هل وبل - شرح متن الشاطبية
تاء التأنيث - شرح متن الشاطبية
ذكر دال ( قد ) - شرح متن الشاطبية
باب الإظهار والإدغام - شرح متن الشاطبية
أهم مسائل المسح على الخفين - الدروس والمقالات
Powered by: MktbaGold 6.6